إن صحّ تعبير «النكبة» لوصف ما حلّ بفلسطين منذ إنشاء دولة إسرائيل على أرضها في عام 1948، فإن ما أصاب سوريا، لاسيما منذ بدء اتساع الحرب فيها في عام 2012، إنما يستحق تسمية «الكارثة».
أخذ الحكم الصهيوني الفاشي الجديد، الذي تألف مع بداية هذا العام، يرتكب استفزازاً بعد آخر، لاسيما جناحه الفاشي بامتياز. ويصبو هذا الأخير إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية بحيث يدفع نحو ضمّها الرسمي وطرد سكانها الأصليين الفلسطينيين
كلما كان الإحباط أكبر عظَمت أهمية التعويض عنه معنوياً: إنها لقاعدة بديهية في سلوك الطبائع الإنسانية أنه كلما ازدادت الهزائم لدى جماعة بشرية في الأمور الأساسية، كبَر لديها شأن الانتصارات التي يتمكن بعض أعضائها من تحقيقها في أمور أقل أهمية. هكذا أصبح انتصار منتخب المغرب على فريق البرتغال في مباريات كرة القدم تعويضاً معنوياً عن الإحباطات المتراكمة في شأن القضية الفلسطينية.
بمناسبة مرور سنة على انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 الذي به أطاحت الطغمة العسكرية الحاكمة في السودان بشركائها المدنيين المنتسبين إلى "قوى الحرية والتغيير"، أجمعت التقارير الصحافية في تقديرها للموقف على أن العسكريين أخفقوا في محاولتهم الاستئثار بالسلطة على أنقاض المساومة التي كانوا قد وقّعوا عليها مرغَمين في أغسطس/ آب 2019.
مرّت سنة كاملة على الانقلاب العسكري الذي نفّذته القيادة العسكرية السودانية بزعامة عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2021
فقدت «السلطة الوطنية الفلسطينية» منذ زمن طويل ما كان لها من وطنية محدودة بحكم ظروف قيامها في إطار اتفاق مع السلطة الحقيقية، سلطة الاحتلال الصهيوني. بل فقدت حتى هيبتها القمعية.
كعادته، نظراً لوزن المملكة الطاغي في سوق النفط العالمية، كان الدور السعودي حاسماً في القرار الذي اتخذته قبل أسبوع منظمة الأوبك+، أي الأوبك الموسّعة إلى جملة من الدول المصدّرة للنفط من غير أعضاء الأوبك، وأبرزها روسيا. هذا القرار، الذي قضى بتخفيض الإنتاج النفطي بغية الحفاظ على مستوى الأسعار، أثار ضجة عالمية كبرى، وعلى الأخص في الولايات المتحدة، ليس لوقعه الفعلي على سوق النفط بقدر ما لدلالته في شأن العلاقات الأمريكية ـ السعودية. ذلك أن منتوج الأوبك خلال الأشهر التي سبقت الاجتماع كان أصلاً دون السقف المحدد له سابقاً بسبب عجز العديد من الدول عن زيادة إنتاجها لأسباب تقنية، بينما تبغي دول أخرى، منها الإمارات المتحدة، زيادة انتاجها بعد أن استثمرت في تعزيز قدراتها الاستخراجية.
تمخّض جبل السعيّدية في تونس فولّد فأراً، إذ إن خير دستور أُخرِج للناس حسب زعم صائغه الأوحد لم يشارك بالتصويت عليه سوى أقل من ثلاثين بالمئة من الناخبين والناخبات
قد يتساءل من يراقب تطورات الساحة السودانية منذ أن انطلقت السيرورة الثورية الجارية في أواخر عام 2018 عن سبب عدم قيام المؤسسة العسكرية بسحق الانتفاضة الشعبية وسط حمّام من الدماء على غرار ما قامت به الأجهزة المسلّحة إزاء الانتفاضات الشعبية في ساحات أخرى.
تنعقد قمة الناتو في مدريد، وهي ثاني قمم الحلف في العاصمة الإسبانية بعد ربع قرن، والتعليقات تتكاثر حول كونها إحدى أخطر قممه منذ تأسيسه في عام 1949، إن لم تكن أخطرها على الإطلاق. والحال أن ما نشأ بوصفه حلفاً دفاعياً بين ضفتي المحيط الأطلسي الشماليتين، أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، في مواجهة الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية التي هيمن عليها إثر الحرب العالمية الثانية، لم يطلق طلقة واحدة طوال الأربعين عاماً ونيف التي عاصر فيها الحكم «الشيوعي» في موسكو. أي أن الحلف لم يشترك بذاته رسمياً في أي حرب طوال تلك الفترة، بل اكتفى بممارسة «الردع» إزاء المعسكر المضاد.
يهدف المشروع إلى إرساء طريق نقل من دائرة المحيط الهندي الواسعة بما فيها الخليج، وليس شطره الإيراني وحسب (تم إشراك سلطنة عُمان في المشروع)، طريق ينطلق من ميناء مومباي الهندي بحراً إلى ميناء بندر عبّاس في جنوب إيران ويستمرّ برّاً بواسطة السكك الحديدية ليعبر إيران وأذربيجان وروسيا من حدودها القوقازية إ