مع نهاية القرن التاسع عشر، بدأت مبادرة الحركة الصهيونية، باهتمامها، وعقد مؤتمراتها، تمهيداً لإقامة مستعمرتها لليهود على أرض فلسطين، على غرار أفعال الاستعمار الأوروبي، في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وعلى طريقته، متحالفة معه..
غامر النائب الفلسطيني منصور عباس باسم القائمة العربية الموحدة، وتحالف مع أشد القوى السياسية الإسرائيلية تطرفاً لدى برلمان المستعمرة، في محاولة تهدف لتعزيز شرعية الوجود العربي الفلسطيني في مناطق 48..
مثلما كان في أيار الرمضاني عام 2021، حيث انتفضت المدن الخمسة الفلسطينية المختلطة: اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا، وسقط منها شهداء في اللد وكفر قاسم، وهي حصيلة غير مسبوقة..
لم يعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مقتصراً على ظاهرتين متعارضتين متناقضتين، أولهما: الاحتلال وأجهزته وجيشه وسياساته وإجراءاته، وثانيهما: صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، ونضاله ضد الاحتلال واستنزافه وإجباره على الرحيل، على الأقل مرحلياً في نطاق جغرافية فلسطين المحتلة عام 1967.
عنصرية المستعمرة الإسرائيلية، بانت في تعاملها مع الأوكرانيين الهاربين نحو ملاذ آمن، حيث منعت غير اليهود من دخول فلسطين، وأعادتهم من حيث أتوا، بينما سمحت لليهود بدخول فلسطين، وهذا استفزاز فاقع لا يُحتمل، يُضيف جديدا لماهية سلوك المستعمرة ومضمون سياساتها، في التمييز ضد كل ما هو غير يهودي.
أضاف الفلسطينيون أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، لسجلهم الكفاحي المشرف طويل الأمد، مآثر جديدة إلى يوم الأرض 1976، وتضحيات تشرين أول أكتوبر 2000، وما بينهما وقبلهما وما بعدهما.
ليست المرة الأولى، منذ استقلال السودان يوم الأول كانون ثاني عام 1956، يطيح العسكر بالمدنيين، ولو تم إختصار تسمية الصراع في السودان لتم وصفه على أنه صراع بين المدنيين والعسكريين..
لماذا أطلق الفلسطينيون وقواهم السياسية وقياداتهم الحزبية والبرلمانية في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة تعبير «هبة الكرامة» على أحداث ووقائع العاشر من أيار 2021، ودورهم الكفاحي فيها وخلالها، في مواجهة مسيرة الرايات الإسرائيلية..
لا يوجد طرف فلسطيني، سواء من مناطق 48، أو من مناطق 67، أو من المنافي والشتات، يتوهم أن فريق حكومة المستعمرة المقبلة، حكومة يائير لبيد ونفتالي بينيت، حكومة ائتلاف الأحزاب الثمانية، ستكون حكومة معتدلة واقعية