إبراهيم الصديق علي يكتب: محاولة اختطاف البلاد وتماسكها المجتمعي وموروثها الثقافي لصالح أجندة خارجية لن يقود للاستقرار، وسيؤدي للمزيد من التشظي في السودان.
وجود البعثة الدولية (يونتاميس) أدى لتعقيد المشهد السياسي، مع تداخل أجندة خارجية وخاصة من دول الترويكا وأمريكا وبعض الدول العربية، وسعيها لفرض خيارات سياسية لتمكين أطراف معينة تحت عنوان إبعاد "الإسلام السياسي"
تعبير "أصحاب المصلحة" ومقصود بذاته وليس مجرد مصطلح عابر.. فمن الصعب على بعض القوى السياسية الدخول في معركة الانتخابات والتنافس الحزبي والمدافعة الديمقراطية، ولذلك فإنها "تتحايل" على ذلك بمثل هذه العبارات والمصطلحات لتمرير أجندتها..
لم يعد من سبيل سوى تعزيز اللُحمة الوطنية ووحدة الصف والرضى بالخيار الديمقراطي (الذهاب إلى صناديق الاقتراع)، هذا اختبار الشارع ونبض الشارع، أما التحشيد، فإنه موقف للتعبير وليس مقياساً للتقرير بشأن الوطن ومستقبله
هذا الراهن السياسي خلق تعقيدات أكثر وارتباكا في المشهد، وهذه سمة المجتمع الدولي، والتجاذبات الإقليمية والمصالح المتقاطعة، وهو ذاته الذي أنتج أكثر من حكومة في ليبيا واليمن، والدور قادم على السودان..
مهمة المبعوث رهينة ظروف كثيرة خارجية ومصالح دولية وأجندة إقليمية وبيئة سياسية داخلية ذات تقاطعات عديدة، ومن الصعب استيعابها من خلال فرد أو مكتب، ولن نظفر بمردود إذا انتظرنا وارد الخلاص من لقاءات جانبية وقاعات باردة وحديث هامس
من المؤكد ان قرار الإفراج عن هؤلاء القادة والسياسيين سيؤدي إلى حيوية المشهد السياسي السوداني، على أكثر من بعد، حيوية للتيارات الوطنية والإسلامية وإضافة فاعل جديد، ومن جانب آخر تحفيز (أطراف فترة الإنتقال الراهن)
إن أقدار الأمم والشعوب أكبر من أن تحاصرها مخططات واهنة وقصيرة الأمد، ولحظات الانتقال "الهش" قد تكون فرصة لبعض الأجندة لاختراق الثوابت ولكنها حتماً ستسقط. ذلك مدار الأحداث وسنن التاريخ، وما أكثر المخاوف من أن تكون "الكلفة عالية"