لا بد من الموازنة بين احترام العلمانية وبين ضرورة إرساء حوار مفيد مع الشباب حتى لا تؤول الأمور إلى إقصاء قاس ودائم لقطاع من التلاميذ الذين قد يتوجّهون إلى المدارس الخاصة أو الدينية، مما يعتبر فشلا ذريعا للتعليم
طالما أن المرء لم يعد قادرا على زيارة بلده تونس لأنه لم يعد يشعر بالأمان كصحافي صاحب رأي، قد يُلاحق أو يعتقل لمقال كتبه هنا على أعمدة هذه الجريدة، أو موقف في أحد مواقع التواصل، ويمكن أن يؤخذ بسهولة على أنه «فعل فاحش ضد رئيس الدولة» أو قد يُمنع من مغادرة البلاد بدعوى أن هناك قضية ضدّه لا أحد يدري من رفعها لكن قد يُشرع لاحقا في جمع «مستنداتها» حتى وإن كانت واهية بالكامل.
نهاية ستينيات القرن الماضي وبداية السبعينيات كانت موجة اليسار هي السائدة في تونس في أوساط الطلبة والمثقفين بل وكان لهذا التيار قصب السبق في معارضة سياسة الحزب الواحد والقائد الواحد التي كرّسها الزعيم الحبيب بورقيبة.
لا يترك الرئيس التونسي قيس سعيّد فرصة إلا يؤكد أن الحريات مصانة في بلده وأن لا وجود لأي صحافي اعتقل من أجل آرائه، كما أنه لا يترك فرصة إلا ويؤكد كذلك أنه لا يتدخل في القضاء أبدا، لكن يشاء ربك أن تأتي الأحداث متلاحقة لتنسف التأكيدين معا.
في الانتخابات التركية الأخيرة برز بين ظهرانينا، نحن العرب، تياران شقّا أوساط رأي عام يتابع بكل حماسة مجرياتها وكأنها تجري في عقر داره وكأن نتائجها، الرئاسية بشكل خاص قبل البرلمانية، ستنعكس مباشرة على حياته اليومية ولقمة عيشه.
في فترة لم تعرف فيها تونس الرسمية سمعة سيئة في الخارج كالتي تشهدها حاليا منذ انتكاسة تجربتها الديمقراطية قبل عامين، تحدث وزير خارجيتها نبيل عمار فقال إنه كان «من الضروري شرح الوضع الذي وجدت تونس نفسها فيه بعد العشرية الماضية وهو وضع صعب على كل الجبهات
اقترح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرًا إلى «وجود ملف صلب ضده». وأضاف في حديث لشبكة التلفزيون الرسمية الكندية أن «تنفيذ هذه المذكرة يمكن أن يعهد به الى قوات دولية ومحلية».
ليس صدفة أن يُطلق على برلمان تونس الجديد وصف «برلمان قيس سعيّد» فهو من هندس قانون انتخابه منفردا، على غرار صياغته دستورا جديدا للبلاد وُصف هو الآخر بأنه «دستور قيس سعيّد». وليس صدفة كذلك أن تخرج منذ الاجتماع الأول لهذا البرلمان أمس الأول من المؤشرات ما يكفي لمعرفة طبيعته وما ينتظر التونسيين.
قد يكون نبيل بفّون الرئيس السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات من القلائل الذين استعملوا كلمة «تنكيل» للتعبير عما تعرّض له من قبل السلطات وتوجيه إصبع الاتهام مباشرة إلى رئيس البلاد قيس سعيّد.
.الجمع بين الاستهزاء والغرابة لم يقف عند حد التونسيين فها هو صديق سوداني يعلّق بالقول إن ما رآه سعيّد من أن العزوف عن التصويت يعني أن البرلمان لا يعني لهم شيئا إنما هو «أحدث نظرية في الحكم» فيما يقول صديق آخر مصري يقول إن كلامه «تفسير تاريخي، وما أحوجنا إلى هذه العقول ذات التفسيرات المدهشة»!!.
السبت المقبل لن يكون لأغلب التونسيين من حديث سوى مقابلة الدور النهائي لكأس العالم بكرة القدم في الدوحة يوم الأحد، لكن قلة هم على الأرجح من سيفضل الحديث عن الانتخابات التشريعية في بلده مع أنها تجري قبل النهائي بيوم واحد.