واشنطن تريد إنهاء الخطر الإيراني، إما عبر الاحتواء والمصالحة بهدف نزع قوة إيران، والسيطرة لاحقا على ثرواتها، بدلا من ذهابها للأوروبيين، وإما عبر الحرب التي لا تضمن تحولها إلى حرب ممتدة، خصوصا، مع مستنقع أوكرانيا، والحرب مع روسيا، وشراكة الصين وكوريا الشمالية.
دعونا نتحدث بصراحة اليوم، حول وجود إسرائيل في فلسطين، وتأثير هذا المشروع استراتيجيا على الأردن، حتى لا نبقى ندور في دائرة شراء الوقت، وجدولة الأزمات، والمراهنة اليومية على مراحل إسرائيلية معينة.
علينا أن نتحدث بصراحة شديدة، إذ أن كل المقالات الإسرائيلية، والتعبيرات السياسية الإسرائيلية ، تتحدى الأردن في ملف المسجد الأقصى، والذي يرصد كل شيء، يكتشف بكل بساطة أن الأمور تتجه إلى نقطة خطيرة، قد تصل حد السيطرة على المسجد الأقصى، ووقف الرعاية الأردنية، كليا أو جزئيا، وفقا لهذه المرحلة التي نواجهها هنا في الأردن والمنطقة.
ادخلت السعودية المسرة إلى بيوت العرب يوم أمس، وربما كانت المسرة ضعفين، لان اللعب هذه المرة كان مع الارجنتين تحديدا، ولان اسطورة ميسي، تم انزالها من عليائها على يد المنتخب السعودي، الذي قدم عرضا جميلا، قال للعرب اننا جميعا يمكننا الفوز، وأن نحاول دائما.
المفارقة أن الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 1948 يتم لومهم اليوم، من جانب البعض لكونهم شاركوا بنسبة منخفضة في انتخابات الكنيست، ويتم اتهامهم بكونهم أخلوا الساحة لنتنياهو وجماعته، بسبب عدم مشاركتهم كما يجب في الانتخابات..
يريد كثيرون في هذا البلد، أن نقبل الحرية الشخصية وفقا لمعيار محدد يقول إن من حقهم فعل كل ما يريدون حتى لو أدى ذلك إلى شطب هوية البلد الاجتماعية والدينية، وهندستها من جديد.
تصاب بالذهول كل يوم، من آلاف الفيديوهات التي يتم بثها بشكل متواصل وتحمل توقعات سياسية، من أسماء تستبصر الغيب، وتدعي معرفتها بالتواريخ والأيام ومصائر الدول.
هناك تغير خطير على الرأي العام الأردني، لا يتوجب إسقاطه من حسابات أحد، فأغلب الناس لا يهمهم أبدا من سيأتي ومن سيغادر، ويفكرون فقط بأسعار البنزين والكاز، وتدبر نفقات البيت والشتاء.
لم يعد التحذير هنا كافيا، ولا بد من حل جذري، غير التحذير والتنديد، وربما يكمن هذا الحل، في اعادة التموضع من كل قصة الاحتلال، والعودة الى القواعد الاصلية التي صاغت الموقف منه، تاريخيا، بدلا من حالة التوسل لاسرائيل بأن تتوقف وهو توسل يأتي في غير موقعه، وتوقيته.
لا توجد مهنة تفيض بالسموم، وتقتل أصحابها، مبكرا، كما الصحافة، فهي ليست مهنة المتاعب وحسب، بل المهنة التي تفرض عليك أن تشرب كل الأخبار السيئة وتربطها ببعضها قبل غيرك.
كلما اشتدت الأزمات السياسية في إسرائيل يدفع الفلسطينيون الثمن، بسبب هذه الأزمات، فهذا الشعب ورقة في حروب الإسرائيليين بين بعضهم بعضا، يتم السعي لحرقها كل فترة..
لسنا بحاجة إلى دراسات عالمية، حتى نثبت أننا من الشعوب الغاضبة في العالم، إذ أن جولة صباحية في شوارع عمان، أو شقيقاتها تثبت أن الغضب يرتسم على الوجوه في كل مكان.
التضليل والتجهيل يعبران عن سياسة مقصودة في هذه المنطقة، والأدلة على ذلك كثيرة، برغم وجود إضاءات أحيانا تثبت عكس هذا الكلام، لكنها تبقى إضاءات خافتة وسط هذا الليل.
يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة نشرت مساء السبت الماضي على الموقع الإلكتروني لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، كلاما خطيرا لكنه متوقع في كل الأحوال..