حلمي الأسمر يكتب: مصطلح "الأسلمة" واستعماله باعتباره "تهمة" جزء من حملات "شيطنة" الإسلام والمسلمين، وتصويرهم باعتبارهم "وباء" يتوجب التخلص منه ومقاومته، في حين لا يكاد يجرؤ أحد -خاصة في الغرب- على انتقاد حركات اليهودية الأصولية وتعبيراتها السياسية..
الغرور الذي أصاب فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ" باعتبار "الديمقراطية الليبرالية" هي نهاية التجارب البشرية في أنظمة الحكم، يبدو اليوم كفقاعة مضحكة، بعد أن دارت عجلة الزمان، أو "التاريخ" في بضع سنين، أكثر من دورة كاملة..
حلمي الأسمر يكتب: إذا كانت كل هذه العسكرة و"إعادة الاحتلال" للضفة الفلسطينية المحتلة، هو لمنع انتفاضة ثالثة، ولئن كان هذا الاستنفار من أجل منع الانتفاضة، ترى ماذا سيكون عليه الحال حين تشتعل الانتفاضة الثالثة فعلا؟
السؤال الذي يدور في خلد الكثيرين في البلاد التي تحكمها أنظمة شمولية، وتكاد تغيب عنها الشفافية والحوكمة هو: لماذا يحرص القانون في هذه البلاد على إبقاء رأس النظام في منأى عن المساءلة، بل تصبح أي أسئلة توجه له، أو أي انتقاد بمثابة مخالفة للقانون، ومس بهيبة الدولة، قد تصل عقوبتها إلى عقوبة الخيانة العظمى، أو تهديد استقرار البلاد وإشاعة الفوضى!
حلمي الأسمر يكتب: بن غفير وسموترتيش لم يخيفا العرب والفلسطينيين، بقدر ما أخافا اليهود، فهؤلاء ومن معهم من جحافل الوحوش الفاشيين، لا يهددون العرب فقط، بل يتوعدون اليهود الذين يعارضون آراءهم
قائمة مخاوف الأردني، والعربي عموما، تطول كثيرا، ويصعب حصرها في مقالة بهذا الحجم، فحياة العربي تحولت إلى كابوس حياتي، فهو يمشي كالمسطول، يحدث نفسه بهواجس ومخاوف متلفتا خوفا من أن يستمع إليه مخبر سري، أو شاهد زور، أو "تطبيق ذكي!"
الأمل معقود هنا على الله تعالى أولا، ثم على قوة وإرادة الأهل في فلسطين، وقدرتهم على الصمود لمواجهة كل هذا التآمر والتوحش، وثالثا على الإسناد الشعبي العربي والإسلامي لفلسطين ولأهلها عبر إبداء التضامن والتأييد ولو بالحد الأدنى من النشاط..
من الصعب أن تفهم العملية الانقلابية في تونس بمعزل عن استهداف الغنوشي وحركة النهضة، المستهدف هنا هو آخر معاقل الربيع العربي الذي كان يضرب به المثل على مرونة الإسلاميين وقدرتهم على التعايش مع متغيرات العصر وحراكات السياسة..
ما يجري أبعد بكثير من محاولات التضييق على مراكز تحفيظ القرآن الكريم، إنه برنامج معقد متشعب ومتوحش، يستهدف في النهاية إبقاء الأمة في حالة سيولة وميوعة تخرجها من عملية صناعة تاريخها المجيد الجديد، الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق!
تصريحات بينيت الأخيرة بشأن "السيادة" على القدس تنسف أي رعاية، وتصرفات الاحتلال جعلت هذه الرعاية بدون معنى، وهي تسيء للأردن أكثر مما تنفعه، فإما أن تكون فعلا وقولا.. أو لا تكون!
وفق حسابات القوة على الأرض، فالفلسطيني لا يكاد يمتلك شيئا مقارنة بما تمتلئ به ترسانة العدو الصهيوني من أسلحة تصل إلى حد النووي، هذا وفق الحساب المادي البحت، لكن وفق حساب مفهوم القوة بمعناه المطلق، فلا مقارنة بين ما يمتلكه صاحب الأرض من يقين بحقه وإيمانه به، وبين اللص الذي استولى على الأرض
السيناريوهات اليوم مفتوحة على مصراعيها، وما يجمعها هو أن فلسطين كانت ولم تزل ساحة الصراع الرئيسة، وعليها ومن أجلها ومنها يبدأ التاريخ وينتهي، ليس تاريخ المنطقة فقط بل ربما تاريخ البشرية، فمن يسيطر عليها يسيطر على العالم، ويبدو أن بداية نهاية سيطرة العدو ومن وراءه ومن يشد على يديه عليها قد بدأت..
مع هواجس قيام تلك الحرب، تزداد المخاوف من الولوج إلى عصر جديد على وشك أن تدخله البشرية، لا يستطيع أحد تخيله، فمجرد أن هناك شخصا ما قد يضغط على زر إطلاق قنبلة نووية في أي وقت، يصيب المرء بحالة من يوشك قلبه على التوقف!