يتفّق الجميع تقريبا على أن الشعوب اليوم من المشرق إلى المغرب ومهما اختلفت سياقاتها تتقدم بسرعة نحو الهاوية السحيقة التي وقعت فيها ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان ولبنان. بل إن الجميع يقرأ الفنجان اليوم عن الدولة أو الدول التي سيأتي الدور عليها لتسقط في الخراب الكبير..
سعيا وراء تبيّن أسباب الانكسار الذي آلت إليه الأمة من المحيط إلى الخليج تختلف الآراء وتتباين فمنهم من يرى أن الخارج والغرب تحديدا هو سبب أزمتنا وتخلفنا. يمثل الغرب من ناحية أولى السبب التاريخي لتخلف الشعوب العربية وهو الذي غزاها ثم احتلها عقودا فنهب ثرواتها ونصب على حكمها أشرس المستبدين..
العنصرية من أكثر المفاهيم والمصطلحات رواجا هذه الأيام على المنصات والمساحات الإعلامية كافة، فلا يتعلّق الأمر فقط بما يستجد من أحداث في هذا الإقليم أو ذاك كما هو الحال في تركيا، بل يشمل ظاهرة تنحو نحو التوسّع. لكن لا بد في البداية من التوضيح أن المقصود بالعرب هنا، هم المسلمون منهم تحديدا، سواء أكانوا مهاجرين أم لاجئين أم مقيمين في بلادهم.
لا يمكن بأي حال من الأحوال توجيه اللوم أو الاتهام للفاعل السياسي التركي، لأن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح أولا وعلى ملء الفراغات والاستفادة من السياقات الملائمة ثانيا وهو ما نجحت فيه تركيا نجاحا..
إن سلطة التنسيق الأمني ليست في الحقيقة سوى امتداد طبيعي لصحوات العراق وحركى الجزائر وصبايحية تونس... إنهم نفس المكوّن المكلّف بتصفية حركة المقاومة من الداخل. إنهم يسمّون في فرنسا خلال الاحتلال النازي: المتعاونين. هؤلاء هم أخطر مكونات الاحتلال..
حرق المصحف تزامنا مع عيد الأضحى يحمل كذلك رمزية ثقيلة في الوجدان العربي والإسلامي والعراقي بشكل خاص. وهي واقعة تتنزّل كذلك في طور انحسار الحرب العالمية على "الإرهاب الإسلامي" التي أطلقها مجرم الحرب جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر المشبوهة..
التيارات والأحزاب والنخب والمدارس الفكرية السياسية كانت في قلب هذا الحدث دون ذكر الفترة التي سبقت الثورات والفترة التي نعيشها اليوم. أخطر هذه التيارات التي تحالفت مع الاستبداد ضد مطالب الشعوب وبررت القمع ودعمت الانقلابات وشاركت فيها، هي دون شك التيارات العروبية القومية التي أحرقت آخر الرصيد المتبقي لها. لكن تيارين كبيرين آخرين أصابهما شلل كبير خلال السنوات الأخيرة وتآكلت قواعدهما بشكل ملحوظ، وهو ما يؤشّر على نهاية طور مركزي من أطوار النخب العربية.
صارت الوطنية شهادة يوزعها النظام وأدواته الإعلامية على من يشاؤون، بل إن الولاء للوطن صار شعار المرحلة عند أنظمة كثيرة وجدت في المصطلح ضالتها وظفرت من خلاله بكنز ثمين..
الثابت أولا أن هناك طورا قد انتهي وأن طورا جديدا هو بصدد التشكّل على كل الأصعدة. الثابت ثانيا هو أن الطور الجديد يحمل في طياته عناصر أساسية من الطور السابق هي التي ستحدد طبيعته وأبعاده رغم اختلاف السياق المستجدّ..
الشارع العربي اليوم عيّنة حية جديرة بالقراءة والتحليل في موقفه المتباين من الانتخابات التركية عامة ومن فوز الرئيس أردوغان بشكل خاص. شغلت الانتخابات الرئاسية هناك وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الإعلامية الرسمية والخاصة بشكل يوحي بأنها تقع في بلد عربي ما..
تتعدد الأسباب وتختلف الدوافع، لكنّ النتيجة واحدة في كل الحالات تقريبا، وقد تحولت قرى بكاملها إلى موطن أشباح لا تجد فيها غير العجائز والشيوخ، وهو أمر لا يقتصر على مناطق النزاعات والحروب والمواجهات المسلحة، بل إنه يمتدّ ليشمل كل الدول العربية باستثناء منطقة الخليج..
إن ما يميز صورة العدو الخارجي في الخطاب السياسي الرسمي العربي أنه كيان هلامي لا يملك حدودا معلومة ولا أوصافا واضحة يمكن بها تمييزه عن غيره من الكيانات الحركية. فهو مرة الماسونية ومرة الإمبريالية وتارة حلف النيتو وطورا الصهيونية العالمية إلى غيرها..
محمد هنيد يكتب: يبدو أن النهج الذي اختارته السلطة العربية للتعامل مع مطالب الشعوب يقود إلى طريق مسدود، بعد أن أفلست كل الذرائع التي كانت تستعملها لربح الوقت وإحكام السيطرة على المجتمع. لكن في المقابل ما هي البدائل المتاحة في حال إعلان الإفلاس الكبير..
بدأ في السودان صراع مسلح بين مكونين عسكريين من أجل الظفر بالسلطة والقضاء على الطرف الآخر في بلد يعيش منذ سنوات أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وهو صراع ترجح أغلب التقارير الدولية بأنه سيطول..
هل يمكن نقد الاسلاميين اليوم؟ أليس من الضروري والملحّ أن نبحث في أسباب الفشل الذريع الذي منيت به كل تجاربهم في الحكم والمعارضة على حد سواء؟ لماذا انكسرت تجارب كل الأحزاب اليمينية المحافظة رغم ما كانت تحظى به من تعاطف شعبي في كل البلاد العربية تقريبا؟