طارق أوشن يكتب: عندما تصبح التسريبات الصحفية والحوارات المثيرة للجدل الوسيلة الأمثل لتصريف المواقف وتسجيل النقاط، فاعلم أن التخبط ربما صار العلامة البارزة للديبلوماسية الفرنسية، التي يبدو أنها لم تكن مستعدة للتعامل مع تنامي ردود الفعل المعادية لسياستها الأفريقية، بنسخها القديمة وبنسختها الماكرونية التي تدعي السعي للتغيير.
عمر الرداد البستاني المغربي، المتهم في قضية قتل مشغلته غيسلين مارشال، قبل الإفراج عنه بقرار رئاسي أيام الرئيس جاك شيراك، لا يزال يجاهد سعيا لإعادة محاكمته ورد الاعتبار حتى اليوم..
طارق أوشن يكتب: قصة أميرة بوراوي وإن كانت في الأصل "لا قضية" تنذر بكشف كثير من الحقائق المعتملة في كواليس الصراع الغربي الروسي، ومن خلاله حالة اللاحرب واللاسلم التي تطبع علاقات الجارين الجزائر والمغرب، وصراع تكريس النفوذ في أفريقيا ومنطقة الساحل على الخصوص.
طارق أوشن يكتب: قدر المغرب والجزائر أن يواجها بعضهما بعضا في فترات السلم أو الحرب، أما الاعتقاد بأن اللعب على تناقضات الأوضاع الدولية المتوترة والمتغيرة لمحاولة إضعاف الطرف الآخر، فمجرد أوهام لا تقوى على الصمود.
بعد اعتلائه سدة الحكم بالبلاد، وبعد زيارات خص المغرب بها، صار الزعيم الإفريقي أكثر التزاما بالنص المكتوب ومعه لازمة التذكير بحقوق "الشعب الصحراوي" ونضاله من أجل الحرية التي أصبحت تشكل عنصرا مركزيا فيها..
الثالث عشر من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، موعد سيشهد جولة أخرى من جولات "الحرب" المغربية ـ الجزائرية غير المعلنة والمستمرة منذ إعلان الجزائر عن قطع علاقتها بالجار الغربي، من جانب واحد، وإغلاق الأجواء الجوية في وجه طائراته وتوقيف تصدير الغاز عبره وغيرها من الإجراءات "السيادية" الأخرى.
طارق أوشن يكتب: يبقى السؤال مطروحا عمّا قد يدفع الأوروبيين لاتهام الدوحة بعملية "رشوة" بدائية لشراء نفوذ تتمتع به بالفعل وعلى الأرض، ووفق كل الإحصائيات الاقتصادية والأهمية الاستراتيجية التي عظمتها وأكدتها في مختلف الأزمات الدولية، التي وقف الغربيون في مواجهتها عاجزين.
لم يجد المنتخب الألماني من طريقة لتسجيل موقف طالما حلم بتكريسه على شارة العمادة قبل أن يتبخر كسراب، ليس في صحراء الدوحة، بل في ملاعبها المونديالية الفاخرة، فاختار لاعبوه أو رضخوا لضغط السلطة السياسية وردوا أيديهم في أفواههم، وهم الجاهلون بتراث المنطقة وقيمها وتعبيراتها المجازية، التي ارتدت عليهم وبالا.
الحملة غير المسبوقة فعليا، التي تتعرض لها الدوحة، ليست بعيدة تماما عن مخلفات سنوات حصار ثلاث لا يبدو أن "قمة" العلا قد استطاعت تذويبها. الشرخ العربي كبير وحملات التشكيك في قدرة قطر ليست بالجديدة، كما هي مقالات/بيانات الإعلام الرسمي الجزائري.
شكل سعي البلدان المنظمة للقمم إلى تأمين حضور أكبر عدد من "الزعماء" الثابت الوحيد منذ انطلاق مسلسلها، حيث كان "زعيم" البلد المنظم يعدّ الحضور الكثيف انتصارا لـ"زعامته" وتأكيدا لهالته القيادية التي يسعى لتكريسها في أذهان أتباعه ورعاياه. لأجل ذلك، تحولت القمم نفسها إلى مجرد "كلام فارغ" تلوكه الأبواق.
مع زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، نهاية شهر أغسطس، سحبت صحيفة لوموند مقالا للكاتب ماكس موران من موقعها الإلكتروني، بمبرر كونه "تضمن خطأ أدى إلى تفسير سيئ". الغريب أن الجريدة "العريقة" لم تكتف بالسحب بل قدمت الاعتذار "لقرائها ولرئيس الجمهورية"..
حكاية فرنسا مع كأس العالم بقطر تستحق أن تروى؛ فقد اتهم نيكولا ساركوزي بالضغط على ميشال بلاتيني للتصويت والترويج للملف القطري مقابل شراء القطريين نادي باريس سان جيرمان وتحويله لفريق عالمي.
تأكيد مخرجات اجتماع وزراء الخارجية سيؤدي حتما إلى إطلاق حركية تسمية جبهة البوليزاريو منظمة إرهابية أو مليشيا مسلحة، وهو ما سيدفع، نظريا، بانحسار الدعم الجزائري غير المشروط لها بالمأوى والسلاح والمنافذ الإعلامية في انتظار تدويل التصنيف.
لم يكن العاهل المغربي ليجعل من الوضوح في الموقف من قضية الصحراء المغربية (سمِّها غربية إن شئت فهذا موقعها الجغرافي)، "النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"،
كانت كلمات معدودة نطق بها الشيخ أحمد الريسوني في حوار له مع موقع مغربي مغمور، ظلت غير ذات معنى لأسبوعين قبل أن يتلقفها "مجهول"، ويقتطعها من ساعتين من النقاش لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا تناولها، كافية لتنطلق موجة من الردود، لم تخرج في غالبيتها عمّا يسمى بـ "الصف الإسلامي"،
عندما تحدثت وزيرة خارجية فرنسا عن أن دول أفريقيا والشرق الأوسط هي التي تتأثر بشكل أكبر بتحركات "الإمبريالية الروسية"، لم يجد رئيسها من حلول لـ"مساعدة" تلك البلدان غير تكريس الديكتاتوريات فيها ودعم استمراريتها في استنزاف الثروات وقمع الأصوات المعارضة وتكريس الاستبداد.