إن النجاح للوصول إلى السلطة ليس هدفا في حد ذاته ولا ينبغي أن يكون هدفا، بل هو وسيلة لبناء وتحقيق حياة دستورية ديمقراطية معاصرة مستقرة حتى تكون سداً منيعا في وجه الاستبداد والصراع والهيمنة،
روجت دولة الإمارات على مدار سنوات طويلة، خاصة قبل ثورات الربيع العربي، إلى أنها عاصمة الاقتصاد الإسلامي، ونجحت تلك الدعاية في جذب شريحة كبيرة من مستثمرين ورجال أعمال مسلمين من عدة دول عربية وإسلامية، ساهمت بشكل كبير في تأسيس نهضة الإمارات ودعم اقتصادها.
ننهي اليوم الحلقة الأخيرة من ملف الذكرى 27 لوقف المسار الانتخابات الجزائرية مطلع العام 1992، بتقرير من المغرب، عن موقف الرباط وتداعيات القرار الجزائري على المنطقة.
يستذكر المغاربيون انقلاب كانون ثاني (يناير) 1992 بكثير من الحسرة والخوف، حسرة على ما أصاب الضحايا من قتل وتشريد وسجن، وحسرة على ما ضاع من وقت كانت الجزائر في أشد الحاجة إليه للدخول سريعا في مشروع إصلاحي.
هل كان مسار التعددية الذي دشنه الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد وما نجم عنه من مسار انتخابي أوقفته المؤسسة العسكرية، كان تطورا طبيعيا في مسار السياسة الجزائرية أم عملا سياسيا وأمنيا مدبرا؟ التقرير التالي يسلط الضوء على الجانب الأمني من وقف المسار الانتخابي في الجزائر مطلع العام 1992.
استغرب القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عبد القادر بوخمخم، كيف تتحدث السلطات الجزائرية عن إنهاء الجبهة بينما هي لا تسمح لها بالتواجد القانوني.
يرى الكاتب والإعلامي الجزائري حسان زاهر أن توقيف المسار الانتخابي في الجزائر قبل 27 سنة شكل درسا كبيرا للشعوب العربية التواقة للحرية والديمقراطية، لكنه للأسف درس لم يتم استيعاب مدلولاته بالشكل المطلوب،
وصف الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت وقف المسار الانتخابي في الجزائر مطلع العام 1992، بأنه انقلاب ثلاثي الأبعاد، على نتائج الانتخابات وعلى الدستور وعلى الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
يرى الكانب والإعلامي الجزائري نصر الدين بن حديد أن مسار الوئام المدني في الجزائر، هو ثمرة قناعة لدى الجزائريين بعبثية العنف الذي ساد البلاد لنحو عقد من الزمان، وإقرار باستحالة الإقصاء السياسي لأي طرف.
وجب التمييز في جلاء، معرفيّا على الأقلّ بين الشرارة التي أشعلت أحداث تشرين أول (أكتوبر) 1988 في الجزائر من جهة، مقابل "برميل البارود" الذي تراكم على مدى حكم الرئيس الشاذلي بن جديد من جهة أخرى.