هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لا يحيد عن مبادئ أساسية في عمله السياسي، لكنه لم يكن متزمتا. لذا نراه متشددا إزاء الحزب الاشتراكي اليمني في مرحلة حكمه للجنوب وفي فترة الانفصال، ومرحبا بالتعاون معه حين اعتمد إصلاحات في عقيدته وسياساته بعد انهيار الحرب الباردة.
سيتولى العرشي رئاسة الجمهورية لأسابيع ثلاثة، هي الفترة الفاصلة بين اغتيال الغشمي وانتخاب المقدم علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية، وقد شهدت الأسابيع الثلاثة تفاصيل محلية وإقليمية جديرة بأن تروى.
ينعقد إجماع على أن صالح مصلح المجذوب وزير الداخلية الجنوبي، هو الذي جهز الحقيبة المفخخة والمبعوث الذي تربطه به علاقات عائلية. وكان كما ذكرنا قد قابل الرئيس الشمالي قبل شهرين واتفقا على تبادل المعارضين، وأن يحمل المبعوث الجنوبي في حقيبته بحسب الاتفاق لائحة بالمعنيين الذين سيتم تسليمهم.
ما كان الشيخ عبدالله الأحمر شريكا في اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، لكنه يعترف بشجاعة أنه كان مناهضا لسياسته، وأنه جابهه بكل الوسائل ما عدا الغدر في النصف الثاني من عهده، والدليل أن المقدم أحمد الغشمي الذي تولى الرئاسة بعد الحمدي، لم يسمح للشيخ الأحمر بالدخول إلى صنعاء، ولم يشركه في حكمه.
عشية عزوف الرئيس عن السلطة وجه له الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رسالة مهددا باجتياح صنعاء مع قبائل حاشد إن لم يتخل عن الحكم. واستعجل المعارضون قدوم سنان أبو لحوم من لندن، لكي يحل المشكلة القائمة مع القاضي الإرياني، ولربما لرعاية الانقلاب عليه.
الرواية سبب الأزمة هي رواية بعنوان "وليمة لأعشاب البحر" لكاتبها السوري حيدر حيدر، ونُشرت أول مرة عام 1983م في بيروت، وأعيد نشرها عام 2000م في سلسلة تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة.
كان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الزعيم القبلي الأكثر حضورا في مختلف المراحل الانتقالية من الإمامة إلى الجمهورية، ومعه الشيخ سنان أبو لحوم ومشايخ آخرون، كانوا يؤدون أدوارا محددة وظرفية.
سيؤدي الشيخ عبد الله الأحمر دورا أساسيا في الدفاع عن صنعاء خلال الحصار المحكم الذي فرضته القوات الإمامية، ومعها فرق من المرتزقة الأجانب وعدد كبير من زعماء القبائل الذين تجمعوا حول العاصمة بقيادة رموز معروفة من آل حميد الدين.
تعرض الشيخ الأحمر لتحديات كبيرة خلال سنين مشيخته الأولى. كان عليه أن يخرج أباه وأخاه من السجن، وأن ينظم العلاقة مع الإمام أحمد حميد الدين بطريقة تتيح تحقيق مصالح الأسرة من جهة والقبيلة من جهة أخرى.
على الرغم من ظروف الإقامة الجبرية الصعبة، إلا أن مقر الإمام كان مركزا يلتقي فيه العلماء والمشايخ والمثقفون، وتتم في كنفه مداولات مهمة تتصل بشؤون البلاد وسياساتها الداخلية والخارجية. وهذا يشكل مصدرا مهما للمعرفة واكتساب الخبرة والاطلاع على قرارات السلطة وسبر دوافعها.