هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عالم اليوم هو عالم التوحد، لا التفرق. توحد لا يعني مطلقا ذوبان كل مكون في الآخر، أو تنازل كل مكون عن مبادئه وأفكاره؛ وإنما التوافق على ما يخدم صالح الوطن، والبعد عن كل ما يوهن قواه ويهدد وجوده مستقبله.
في هذه الحلقة، نستعرض التيار القومي منذ ثورة 1952 وحتى الآن، وكيف تغيرت الممارسات السياسية والتجريف الذي حدث في الشخصية المصرية، الذي كان له أبلغ الأثر على التيار القومي، بنسبب ارتبطت بمدى الحرية المسموح بها في نظم الحكم، التي توالت على مصر وحتى الآن، ودرجة الاستبداد والقهر التي تميزت بها كل مرحلة.
أفاق المصريون بسبب الحملة الفرنسية على واقع مؤلم من التراجع الحضاري، فبرغم استبسال المماليك وعامة المصريين في مواجهة الحملة؛ إلا أن العلوم الحديثة جعلت للفرنسيين الغلبة على الشجاعة والكثرة، مما سرع بعد ذلك من أفكار التحديث والتطوير.
الحديث عن التيار القومي في مصر حديث يختزل آمال أمة في النهضة والتحديث والتغيير والتحرير، ويختزل أيضا تاريخ إخفاقاتها وعثراتها، ويروي تاريخ التآمر على ماضيها وحاضرها ومستقبلها. حديث يكشف عن حقيقة تاريخية مرة..
إن الحديث عن تاريخية القومية العربية في فلسطين، وبداية نشأة التيار القومي في فلسطين، يستدعي إبراز مكانة القضية الفلسطينية في أدبيات القوى والتيارات القومية العربية، كحضور البعد القومي في الصراع العربي الصهيوني، وبوصف القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى..
اقترح راشد الغنوشي على نجيب الشابي، الذي كان قبل 1992 من أكثر المقربين إليه، أن يبلغ بن علي رسالة فحواها عرض من قيادة حركة النهضة، يتمثل في أن يصدر بن علي قرارا بإطلاق سراح كل المساجين والموقوفين الإسلاميين، مقابل تعهد من الغنوشي بأن يعتزل وكل قيادات النهضة ومناضليها العمل السياسي لمدة عشرة أعوام... وأن تنجز مصالحة وطنية... تشمل عودة الغنوشي ورفاقه في المهجر إلى تونس، دون تتبعات قضائية وأمنية، فيما يلتزمون بالانسحاب من المشهد السياسي تماما لمدة عقد كامل.
أسجل مثلا أن عددا من قادة الكومندوس المسلح التابع "للجبهة القومية لتحرير تونس" الذي هاجم مدينة قفصة (جنوبي غربي البلاد) اعترفوا في أبحاثهم وأمام محكمة أمن الدولة بعلاقاتهم بجبهة "البوليساريو الصحراوية" وبنظام القذافي وأن بن علي مدير عام الأمن الوطني كان قريبا منهم..
هم حزب سياسي، يتمتع بحضور وتأثير هو حزب جبهة العمل الإسلامي، ولديه مؤسسات قوية وفاعلة، ولديه مواقف واضحة، وهو قادر على حشد الجماهير والتأثير عليها، وهو يشكل منافسا قويا لكل الأحزاب القومية واليسارية، التي لا تمتلك قواعد جماهيرية، وليس لديها قدرة على حشد الشارع والتأثير على الناس كما يمتلك ذلك كله حزب جبهة العمل الإسلامي..
يُنظر إلى القومية العربية بوصفها فكرة جامعة، تجمع الشعوب العربية في إطارها روابط خاصة مثل اللغة والتاريخ والدين، وقد تشكلت فكرة القومية العربية بصفتها حركة سياسية مضادة لكل أشكال السيادة الخارجية، ووفقا للوحش فإن أبرز أفكار التيار القومي هي تلك التي تحمل فكر الأمة العربية، وأنها حاملة رسالة، وأن جوهرها الإيمان بأن علاقة العروبة مع الإسلام علاقة الروح بالجسد".
نجح "اليسار القومي" بمختلف أجنحته بعد ثورة 2011 في أن يدعم حضوره على رأس النقابات وقطاعات استراتيجية مثل الإعلام والثقافة و "الهيئات العليا المستقلة"، وبينها "الهيئة العليا المستقلة للإعلام" ونقابات قطاع الإعلام والثقافة، التي أصبحت تؤدي بعد ثورة 2011 دورا حاسما في إسناد تراخيص إصدار الصحف، وبث القنوات الإذاعية والتلفزية وفي تسمية المشرفين عليها، بما في ذلك القنوات الوطنية ووسائل الإعلام العمومية.
كشف الزعيم القومي اليساري عمر الماجري، القيادي السابق مع الزعيم العروبي اليساري أحمد نجيب الشابي في حزبي "التجمع الاشتراكي التقدمي" و"الديمقراطي التقدمي"، في حديث مع "عربي21" أن التنظيمات العروبية واليسارية كانت في تونس قبل 2011 نوعان..
لقد كانت سياسة "سحب البساط من تحت أقدام القذافي والنظام الليبي" من بين مبررات انفتاح الحبيب بورقيبة وحكمه على التعريب والعروبيين والإسلاميين، رغم تنظيمه محاكمات عديدة لتنظيمات قومية ثم لقيادات "حركة الاتجاه الإسلامي"..
يقدم الأكاديمي والإعلامي التونسي كمال بن يونس سلسلة من الورقات حول الجذور الثقافية والرموز الفكرية والسياسية والحزبية للتيارات الوحدوية والقومية في تونس والمنطقة المغاربية..
الأغلبية الساحقة في الجزائر كانت ترى في الانتماء العروبي جزءا من التمسك بالدين، بحيث كان كثيرون لا يتصورون وجود عرب غير مسلمين، وهو ما يُذكرني بموقف السياسي المصري مكرم عبيد باشا في تصريح له مشهور، قال فيه: أنا مسيحيّ دينا مسلم حضارة..
التيار القومي العربي في الجزائر بشقيه الوطني والعروبي ، الذي عرف عصره الذهبي في فترة حكم كل من الرئيسين بن بلة وهواري بومدين، قبل أن يعرف حالة من النكوص والتراجع بداية من عام 1976،
ترجع البذور الأولى لميلاد القومية العربية في الجزائر بخصائصها المتسمة بالدفاع عن اللغة العربية تحديدا، في طورها الجنيني الحديث، إلى بدايات الدخول الاستعماري الفرنسي للجزائر عام 1830، وقد ازداد هذا الشعور خاصة بعد سقوط مقاومة الأمير عبد القدر الجزائري..